2013/12/09


                                                     
                               الغرفة المظلمة


كان ياما كان في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان لما كنت بالصف الثاني الابتدائي قامت العراق بغزو الكويت و طبعا كثر الكلام ان صدام سيغزو السعودية تالياً !

صار احتياطات اعلامية أكدت مخاوفنا بالرياض خاصة مثل فقرة جرس الانذار اذا سمعتوا هذا الصوت _ اللي كان فعلا متعب للأعصاب حتى الآن و creepy _ يجب ان تغلقوا الابواب و النوافذ لاحتمالية وجود غاز سام ...(لسماع صوت الصفارة )


و كانت الامهات يجلدون النوافذ بتجليد الدفاتر و الكتب البلاستيكي زيادة بالاحتياط و بعدها كثير من العائلات هربت من الرياض الى مدنهم أو ديرتهم الاصلية.


كان بيوت أجدادي في مكة المكرمة لكن الوالد _بحكم العمل _ لم يعطى اجازة رغم أن الوضع جد !


بعد اسبوع تم بالفعل إطلاق صاروخات على الرياض (حلوة صاروخات) المهم اننا سافرنا بالطائرة _ الحمد لله كان المجال الجوي متاح بعد _ الى جدة و منها لمكة .


في مكة المكرمة كملت دراستي حتى لاتفوتني السنة الدراسية على عكس

كثير من ابناء العائلات المهاجرة وقتها اللي كنت أحسدهم أنهم أخذوها عطلة مفتوحة ....


طيب ! كانت خالتي رحمها الله معلمة صفوف أولية و سجلتني في فصلها أهم ملاحظاتي بهذه المدرسة :


1/ كانوا يبيعون بالمقصف أشياء غيرنا ! مثل :بف بالجبن , بف باللحمة ! أشياء طازجة غير مقصف مدرستي شوكلاتة و شيبس و عصيرات فقط !


2/لا يسمون العاملة فرّاشة ! يسمونها خالة حتى بين بعضهم البعض !



3/كان في الساحة غرفة مظلمة جداً كانت بعض الطالبات يقولون هذي غرفة الفيران !!! الطالبات الكسولات المديرة تحبسهم فيها !

كانت مرعبة و لما كنت احاول أطل داخلها أوقف بعيد حتى لا يدفعني أحد للداخل , كل مااقدر أشوفه من خلال النور الخفيف الصادر من فتحة الباب للداخل اشياء

سوداء كأنها براميل زبالة أو أكياس سوداء لكن خيالي الواسع جعلني لا أجزم أنهم فعلا كذلك ....


بعد كم شهر خالتي رصدت لي فيهم درجات الامتحان لشهرين اختبرتني فيهم مع باقي الطالبات رجعنا للرياض ...


كان شيء جميل لما رجعت لمدرستي و فرحة اني اشوف صديقاتي بعد الحرب حتى اللي ماكانوا صديقاتي فعلاً قبل الفترة كانوا فرحانين و ينادوني بإسمي ...


لو تلاحظون اني كنت بالصف الثاني يعني حتى مع قلة وقت التعارف كان في حنين ... كانوا الناس مهمين و العلاقات الانسانية أغلى .


                                                                                           Moonaliza    












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق